ضمان سلامة الدواء يقف كأمر ضروري بشكل بارز في الرعاية الصحية العالمية، حيث يجسد التوقع الأساسي أن يكون الدواء مصدر شفاء بدلاً من مصدر للضرر. تسلط الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، الضوء ببراعة على هذا المبدأ، مؤكدة أن الوقاية من الأخطاء لا تحافظ فقط على الأرواح بل تحافظ أيضًا على الموارد الحيوية. تتردد مثل هذه المشاعر في كشف NHS لكشف مثير للإعجاب عن وقوع 237 مليون خطأ في الدواء سنويًا في إنجلترا ومع انتقاد الآثار السلبية للعلاجات الخاطئة التي تم تجنبها بتكلفة مقدرة بـ 98.5 مليون جنيه إسترليني في السنة، وهي النسبة التي يمكن أن ترتفع بشكل كبير. وبالمثل، تسبب أخطاء الدواء في الولايات المتحدة في وفاة شخص واحد على الأقل يوميًا وتصيب حوالي 1.3 مليون شخص سنويًا، مسلطة الضوء على التحدي الهائل الذي نواجهه.

وبينما يؤكد بي أي دا سيلفا في عام 2016 على الأثر العالمي لأخطاء الدواء التي يمكن تجنبها، يكمن التزامنا الراسخ في مؤسسة التوعية بالأخطاء الدوائية في إلقاء الضوء على المخاطر المخفية في أخطاء الدواء. كل عام، تضيع حياة مذهلة بلغت 700,000 حياة بسبب سوء استخدام الدواء وحده، مما يؤكد على الضرورة العاجلة لاتخاذ إجراءات حازمة. وراء الإحصاءات الصارخة تكمن قصص العديد من الأفراد الذين انخرطوا في شبكة من الأساطير المتعلقة بالدواء، مما يعزز من ضرورة مهمتنا.

وتسلط مبادئنا الموجهة الجهود المشتركة في مواجهة أخطاء الدواء بشكل مباشر. في سياق الأردن، تكشف الدراسات عن وجود ثغرات مقلقة في معرفة الصيادلة بجرعات المضادات الحيوية المناسبة للمرضى الأطفال، مما يشكل مخاطر خطيرة على سلامة المرضى. وبالإضافة إلى ذلك، تبرز الأبحاث بين السكان وجود انتشار مثير للقلق للتفاعلات الدوائية الضارة المحتملة، مع 18.3٪ مصنفة كأخطاء دوائية رئيسية، مما يشير إلى الحاجة الملحة لتدخلات مستهدفة لتعزيز بروتوكولات سلامة الدواء.

على الرغم من أن الأدوية تعتبر ركيزة في الرعاية الصحية الحديثة، وتوفر خط للنجاة لعدد لا يحصى من الأفراد، فمن الضروري الاعتراف بالمخاطر الكامنة المرتبطة بالعلاجات البديلة مثل الأعشاب أو الممارسات التقليدية. فالأعشاب، التي غالبا ما يُنظر إليها على أنها علاجات طبيعية، قد تحمل مخاطر مخفية، مما يؤدي إلى نتائج كارثية مثل الفشل الكلوي. وبالمثل، قد تشكل الممارسات التقليدية، المغمورة بالأهمية الثقافية، مخاطر خطيرة، كما يظهر ذلك من خلال حالات اليرقان والضرر الدائم بالمخ الناتجة عن الطقوس البدائية مثل القطع بالرأس.

في مؤسسة التوعية بالأخطاء الدوائية، ندعو إلى اتخاذ القرارات المستنيرة، ونؤكد على أهمية البحث الدقيق والمعالجة لضمان سلامة المركبات الدوائية المشتقة من الأعشاب. علاوة على ذلك، فإننا ملتزمون بفضح المخاطر المتربصة داخل الممارسات التقليدية وتعزيز البدائل المستندة إلى الأدلة، حماية الأرواح والمستقبلين وسط المشهد المتطور لتحديات الرعاية الصحية. من خلال الانضمام إلينا، تصبح عاملاً حيويًا في التغيير، مساهمًا بنشاط في حفظ الأرواح وتقدم الممارسات الآمنة للدواء.